فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِن كَانَتۡ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَإِذَا هُمۡ خَٰمِدُونَ} (29)

{ إِن كَانَتْ } أي : العقوبة أو النقمة أو الأخذة .

{ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } : صاح بها جبريل فأهلكهم قرئ : صيحة بالنصب على أن كان ناقصة ، واسمها ضمير يعود إلى ما يفهم من السياق كما قدمنا ، وقرئ برفعها على أن كان تامة ، أي : وقع وحدث ، وأنكرها أبو حاتم وكثير من النحويين بسبب التأنيث في قوله : إن كانت ، وقيل : غير ذلك .

وقرأ ابن مسعود : إن كانت إلا زقية واحدة والزقية الصيحة ، قال النحاس : وهذا مخالف للمصحف ، وأيضا فإن اللغة المعروفة زقا يزقو إذا صاح ومنه المثل : أثقل من الزواقي فكان يجب على هذا أن يكون زقوة ، ويجاب عنه بما ذكره الجوهري . قال : الزقو والزقى مصدر ، وقد زقا الصدى يزق زقا أي : صاح ، وكل صائح زاق ، والزقية الصيحة .

قال المفسرون : أخذ جبريل بعضادتي باب المدينة ثم صاح بهم صيحة فإذا هم ميتون لا يسمع لهم حس كالنار إذا طفئت ، وهو معنى قوله : { فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ } ميتون شبههم بالنار إذا طفئت ؛لأن الحياة كالنار الساطعة في الحركة والالتهاب ، والموت كخمودها .