{ وإذا كنت فيهم } أيها الرسول ، علمه طريق صلاة الخوف ليقتدي الأئمة بعده به{[1103]} عليه الصلاة والسلام . { فأقمت لهم الصلاة فلتقُم طائفة منهم معك } أي : اجعلهم طائفتين فلتقم إحداهما معك فصل بهم { وليأخذوا أسلحتهم } أي : الباقون وذكر الطائفة الأولى يدل عليهم أو المصلون حزما { فإذا سجدوا } المصلون { فليكونوا } أي : غير المصلين { من ورائكم } يحرسونكم { ولتأت طائفة أخرى لم يُصلّوا } أي الذين كانوا من ورائهم يحرسونهم { فليصلّوا معك وليأخذوا{[1104]} } أي : الذين صلوا قبل أو الذين أتوا { حِذرهم وأسلحتهم } جعل الحذر وهو التحرز والتيقظ آلة يستعملها الغازي فجمع بينه وبين الأسلحة في الأخذ روى في طريق صلاة الخوف ستة أوجه أو سبعة ، وأنا أذكر بعضها .
أحدها : أن يجعلهم صفين{[1105]} ويصلى بهما إلى أن يرفعا رأسهما من الركوع سجد وسجد الصف الأول والصف الأخير قيام يحرسونهم فلما قام الصف الأول إلى الركعة الثانية سجد الصف الثاني ، ثم يقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وهؤلاء إلى مصاف هؤلاء ثم ركع وركعوا جميعا ورفعوا من الركوع ثم سجد وسجد الصف الذي يليه والآخر قيام يحرس فلما جلسوا سجد الصف الثاني وتشهّد الكل وسلموا .
والثانية : أن يصلي بالطائفة الأولى ركعة وينتظر قائما حتى يتموا صلاتهم منفردين ويذهبوا إلى المصاف ، وتأتي الأخرى فيتم به الركعة الثانية وينتظرهم قاعدا حتى يتموا صلاتهم ويسلم بهم{[1106]} .
والثالثة : قال جابر عن عبد الله الركعتان في السفر تمام إنما القصر واحدة عند القتال ، وهو أنه قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام صف قبله وصف خلفه فصلى بالذين خلفه ركعة وسجدتين ، ثم تقدم هؤلاء حتى قاموا مقام أصحابهم وجاء أولئك حتى قاموا خلفه مقام هؤلاء ، فصلى بهم ركعة وسجدتين ، ثم سلم وسلموا فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ولهم ركعة ركعة{[1107]} وهذا الطريق مروي عن كثير من الصحابة بروايات متعددة صحيحة .
والرابعة : أن يصلي بكل من الطائفين ركعتين فيكون للإمام أربع ركعات وللمأمومين ركعتان{[1108]} { وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً } بالقتال فلا تغفلوا عنها { ولا جُناح } لا وزر { عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ } هذا يدل على أن الأمر بأخذ السلاح للوجوب ، وهو قول بعض العلماء ، وأكثرهم على أنه سنة مؤكدة { وخُذوا حذركم } أي : لابد من التيقظ وعدم الغفلة في أي صفة وحال كنتم { إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا } وعد للمؤمنين بالنصر وإشارة على أن الأمر بالحزم ليس لضعفهم وغلبة عدوهم ، بل لأن الواجب في الأمور التيقظ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.