جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا} (105)

{ إنا أنزلنا إليك الكتاب{[1110]} بالحق } في الحكم لا بالتعدي فيه { لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ } بما عرفك وأوحى به إليك نزلت{[1111]} في طعمة بن أبيرق سرق درعا فجاء صاحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إن طعمة سرق درعي فلما رأى السارق ذلك ألقاها في بيت رجل بريء وقال لنفر من عشيرته : إني ألقيتها في بيت فلان فانطلقوا ليلا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : إن صاحبنا بريء وسارقها فلان فاعذر صاحبنا على رؤوس الناس ، وجادل عنه ، فإنه إن لم يعصمه الله بك يهلك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فعذره وقيل : هم أن يبرئه فنزلت : { ولا تكن للخائنين } لأجلهم { خصيما{[1112]} } للبراء .


[1110]:ولما أمر ونهى ووعد ونصح ووعظ في أمور الدنيا والدين عقب بتلك الآية المحكمة تعليما وتقوية لعضد نبيه فقال: (إنا أنزلنا إليك الكتاب) الآية/12 وجيز.
[1111]:روى الترمذي وغيره/12 وجيز. [من حديث قتادة بن النعمان وحسنه الشيخ الألباني في (صحيح سنن الترمذي) (2432)].
[1112]:وفيه دليل على أنه لا يجوز لأحد أن يخاصم عن أحد إلا بعد أن يعلم أنه محق/12 فتح.