جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡكَرِيمُ} (49)

{ ذق إنك أنت العزيز الكريم } ، أي : قولوا له ذلك سخرية وتقريعا ، وعن{[4551]} عكرمة :{[2]} أنه عليه السلام قال لأبي جهل : " أمرني الله تعالى أن أقول لك أولى فأولى " ، فقال : ما تستطيع لي ولا صاحبك{[3]} من شيء إني أمنع أهل بطحاء وأنا العزيز الكريم ، فقتله الله تعالى يوم بدر وأذله وعيره بكلمته ، وأنزل :{ ذق إنك أنت العزيز الكريم } ، وذكر غير واحد من السلف : أن المراد من الأثيم أبو جهل{[4551]} .


[2]:- أعناق: جمع عنق وهو ظاهر؛ أو من أعنقت الدابة إذا سارت سيرا واسعا فسيحا، والعَنَق –بفتح العين والنون- هو السير السريع. العتاق: جمع العتيق أي: الكريم والخيار من كل شيء، يقال: فرس عتيق السبق ما يتراهن عليه المتسابقون.
[3]:- أي: العرب الخالص، والتركيب من قبيل "ليل أليل".
[4551]:ولما كانت السورة مكية فالظاهر نزول الآية عند قوله ما تستطيع أنت وصاحبك/12 وجيز.