البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡكَرِيمُ} (49)

{ ذق } : أي العذاب ، { إنك أنت العزيز الكريم } ، وهذا على سبيل التهكم والهزء لمن كان يتعزز ويتكرم على قومه .

وعن قتادة ، أنه لما نزلت : { إن شجرة الزقوم طعام الأثيم } ، قال أبو جهل : أتهددني يا محمد ؟ وإن ما بين لابتيها أعز مني ولا أكرم ، فنزلت هذه الآية ، وفي آخرها : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } ، أي على قولك ، وهذا كما قال جرير :

ألم تكن في رسوم قد رسمت بها *** من كان موعظة يا زهرة اليمن

يقولها لشاعر سمى نفسه به في قوله :

أبلغ كليباً وأبلغ عنك شاعرها *** إني الأعز وإني زهرة اليمن

فجاء به جرير على جهة الهزء .

وقرىء : إنك ، بكسر الهمزة .

وقرأ الحسن بن علي بن أبي طالب على المنبر ، والكسائي بفتحها .