معاني القرآن للفراء - الفراء  
{ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡكَرِيمُ} (49)

وقوله : { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ } .

قرأها القراء بكسر الألف . حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال : حدثني شيخ عن حجر عن أبي قتادة الأنصاري عن أبيه قال : سمعت الحسن بن على بن أبى طالب على المنبر يقول : «ذُقْ أَنك » بفتح الألف . والمعنى في فتحها : ذق بهذا القول الذي قلته في الدنيا ، ومن كسر حكى قوله ، وذلك أن أبا جهل لقي النبي - صلى الله عليهٍ وسلم - قال : فأخذه النبي صلى الله عليه فهزه ، ثم قال [ له ] : أولى لك يا أبا جهل أولى فأنزلها الله كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم . ورد عليه أبو جهل ، فقال : [ و ] الله ما تقدر أنت ولا ربك عليَّ ، إني لأكرم أهل الوادي على قومه ، وأعزُّهم ؛ فنزلت كما قالها قال : فمعناه - فيما نرى والله أعلم - : انه توبيخ أي [ 173/ب ] ذق فإنك كريم كما زعمت ، ولست كذلك .