النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ذُقۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡكَرِيمُ} (49)

قوله عز وجل : { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ } قال قتادة : نزلت في أبي جهل ، وفيه أربعة أوجه :

أحدها : معناه أنك لست بعزيز ولا كريم ، لأنه قال توعدني محمد ، والله إني لأعز{[2583]} من مشى بين جبليها ، فرد الله عليه قوله ، قاله قتادة .

الثاني : أنك أنت العزيز الكريم عند نفسك ، قاله قتادة أيضاً .

الثالث : أنه قيل له ذلك استهزاء على جهة الإهانة{[2584]} ، قاله سعيد بن جبير{[2585]} .

الرابع : أنك أنت العزيز في قومك ، الكريم على أهلك حكاه ابن عيسى .


[2583]:وفي رواية أنه قال: ما فيها أعز منى ولا أكرم. وفي رواية أخرى: إني لمن أعز هذا الوادي وأكرمه على قومه.
[2584]:في ك الإعانة.
[2585]:في ك سعيد بن بشير وهو تحريف.