جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ} (13)

{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } : آدم وحواء فأنتم متساون في النسب ، فلا تفاخروا به ، { وجعلناكم شعوبا } ، الشعب بالفتح رءوس القبائل ، والطبقة الأولى ، والقبائل تشعبت منه ، { وقبائل } ، هي دون الشعب كتميم من مضر ، { لتعارفوا } : ليعرف بعضكم بعضا لا للتفاخر ، و في الحديث{[4702]} " لتعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل " ، { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } ، بين الخصلة{[4703]} التي بها فضل الإنسان غيره ، { إن الله عليم خبير{[4704]} } : ببواطنكم في الحديث{[4705]} " لينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان " ومن ذلك ذهب من ذهب إلى أن الكفاءة في النكاح لا يشترط سوى الدين ،


[4702]:رواه الترمذي/12 وجيز.
[4703]:يعني إن أكرمكم عند الله مستأنفة كأنه لما قال ليس التشعب والقبائل للتفاخر قيل، فبأي شيء التفاخر ومن الذي يستحق المفخرة؟ فقيل: من هو أتقى الله وأخشى له/12 منه.
[4704]:ولما أمر الله بإجلال نبيه، ونهى عن أذاه في نفسه وأمته وأخبر بأنه خبير يعلم ما في صدوركم فما الخلاص من سخطه إلا بالتقوى والإخلاص أعقبه بالذي ينجي، وهو التقوى، فقال:{قالت الأعراب آمنا} الآية /12وجيز.
[4705]:في مسند أبي بكر البزار [وأخرجه الترمذي أيضا بنحوه، وانظر صحيح الجامع (5482)]/ 12 منه.