جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞يَوۡمَ يَجۡمَعُ ٱللَّهُ ٱلرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبۡتُمۡۖ قَالُواْ لَا عِلۡمَ لَنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّـٰمُ ٱلۡغُيُوبِ} (109)

{ يوم يجمع{[1342]} الله الرسل } أي : اذكر يوم جمعهم ، وقيل ظرف للايهدى ، أو بدل اشتمال من مفعول اتقوا ، { فيقول } : لهم ، { ماذا أُجبتم } أي إجابة أجبتم ، إجابة إقرار أو إنكار ، { قالوا لا{[1343]} علم لنا } : إنما قالوا ذلك من هول ذلك اليوم ، أو لا علم لنا بما أحدثوا بعدنا أو بالنسبة إلى علمك ، { إنك أنت علاّم الغيوب } : فتعلم ما نعلم ، وما لا نعلم ، وهذا السؤال لتوبيخ الأمم .


[1342]:اعلم أن عادة الله تعالى جارية في هذا الكتاب الكريم أنه إذا ذكر أنواعا كثيرة من الشرائع والتكاليف والأحكام أتبعها إما بالإلهيات، وإما بشرح أحوال الأنبياء أو بشرح أحوال القيامة ليصير ذلك مؤكدا لما تقدم ذكره من التكاليف والشرائع فلا جرم لما ذكر فيهما تقدم أنواعا كثيرة من الشرائع أتبعها بوصف أحوال القيامة أولا ثم ذكر أحوال عيسى أما وصف أحوال القيامة فهو قوله: (يوم يجمع الله)/12 كبير.
[1343]:لا نعلم ما كان لهم بعد وفاتنا أو لا علم لنا البتة بأحوالهم إنما الحاصل عندنا من أحوالهم هو الظن، والظن كان معتبرا في الدنيا لأن الأحكام في الدنيا كانت مبنية على الظن، وأما الآخرة فلا التفات فيها إلى الظن، لأن الأحكام في الآخرة مبنية على حقائق الأشياء وبواطن الأمور فلهذا السبب لا علم لنا إلا ما علمتنا، ولم يذكروا البتة ما معهم من الظن، لأن الظن لا عبرة به يوم القيامة، وهذا الوجه هو الذي خطر ببالي وقت الكتابة/12.