جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ لَعَنَّـٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَٰسِيَةٗۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ وَنَسُواْ حَظّٗا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٖ مِّنۡهُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنۡهُمۡۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱصۡفَحۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (13)

{ وجعلنا قلوبهم قاسية } يابسة غليظة لا تنتفع بالمواعظ وقرئ قسية أي : مغشوشة{[1211]} { يحرّفون الكلم } كلام الله { عن مواضعه } يبدلون نعت محمد أو يأولون الآيات بسوء تأويل { ونسُوا حظا مما ذُكّروا به } تركوا نصيبهم من التوراة فلم يعملوا بها أو زلت بعض آياتها عن حفظهم { ولا تزال } يا محمد { تطّلع على خائنة منهم{[1212]} } خيانة وغدر فاعل بمعنى المصدر { إلا قليلا منهم } لم يخونوا استثناء من ضمير منهم { فاعف عنهم واصفح } نسخ بآية السيف ، وقيل : معناه إن تابوا أو عاهدوا والتزموا الجزية { إن الله يحب المحسنين{[1213]} } تعليل للأمر بالعفو .


[1211]:نحو درهم قسى من القسوة، فإن الذهب والفضة الخالصين فيهما لين والمغشوش فيها يبس وصلابة/12 وجيز.
[1212]:يعني هذا دأبهم وعادة آبائهم من خيانة الرسل وقتلهم الأنبياء فهم لا يزالون يحزنونك ويظاهرون عليك أعداءك/12 وجيز.
[1213]:ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا قتلتم فأحسنوا القتلة) يعني لا تدعوا الإحسان في شيء حتى في القتل/وجيز. [أخرجه مسلم (4/622) ط الشعب].