قوله( {[15219]} ) ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ ) الآية [ 14 ] .
( ما ) زائدة مؤكدة للقصة( {[15220]} ) ، أو نكرة( {[15221]} ) . و( نَقْضِهِم )( {[15222]} ) بدل منها .
و( قَاسِيَةً ) و( قسِيّة ) لغتان( {[15223]} ) ، كعالم وعليم ، ويؤيد( {[15224]} ) قراءة( {[15225]} ) ( قَاسِيَةً ) قوله : ( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم )( {[15226]} ) . ويؤيد( {[15227]} ) قَرَأَةَ ( قسية ) أن " فعيلاً " أبلغ –في المدح والذم- من " فاعل " ، فعليم أبلغ من عالم ، وسميع أبلغ من سامع ، فالمعنى : من أجل نقضهم للميثاق( {[15228]} ) –الذي أخذ عليهم- لعنهم الله ، أي : أبعدهم من رحمته( {[15229]} ) ، وجعل ( الله( {[15230]} ) ) قلوبهم قسية( {[15231]} ) ، أي : غليظة [ نابية ]( {[15232]} ) عن الإيمان والتوفيق بطاعة( {[15233]} ) الله( {[15234]} ) .
والقاسية والعاتية( {[15235]} ) : واحد( {[15236]} ) .
وقوله : ( يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ) أخبر الله عز وجل عن فعلهم أنهم يبدلون ما في التوراة ويكتبون بأيديهم غير الذي أنزل الله( {[15237]} ) ، ويقولون لجهالهم( {[15238]} ) : هذا كلام الله . وهذا من صفة القرون( {[15239]} ) ( التي( {[15240]} ) ) كانت بعد موسى من اليهود ، ومنهم من أدرك عصر نبينا ، فأخبره الله عنهم بما [ يعملون ]( {[15241]} ) ، وأدخلهم في ذكر من كانوا قبلهم إذ كانوا من أبنائهم( {[15242]} ) وعلى منهاجهم( {[15243]} ) .
وقيل : معنى ( يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ) يتأولونه على غير تأويله( {[15244]} ) .
وقيل : معنى ( [ وَجَعَلْنَا ] قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً )( {[15245]} ) : ( أي وصفناهم بهذا )( {[15246]} ) .
وقوله : " ( وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) أي : تركوا نصيباً مما أُمِرُوا بِهِ " ( {[15247]} ) .
قال الحسن : تركوا عُرى( {[15248]} ) دينهم ، أي : تركوا ( الأخذ والعمل )( {[15249]} ) بالتوراة( {[15250]} ) .
وقوله : ( وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ( {[15251]} ) عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمُ ) أي : لا تزال يا محمد تطلع من اليهود( {[15252]} ) –الذين نقضوا الميثاق- على خيانة( {[15253]} ) ( إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ ) ، والخائنة( {[15254]} ) ، الخيانة ، وضع الاسم موضع المصدر( {[15255]} ) ، كقولهم " خاطئة " في موضع " خطيئة " ( {[15256]} ) و " قائلة " في " قيلولة " ( {[15257]} ) . وقيل : ( التقدير )( {[15258]} ) : على فرقة خائنة( {[15259]} ) . وقيل على رجل خائنة ، كما يقال : رجل راوية( {[15260]} ) ، يريد لا تزال يا محمد تطلع على مثل الذين هموا بقتلك( {[15261]} ) .
وقيل : المعنى على نسمة( {[15262]} ) خائنة منهم( {[15263]} ) . ويجوز أن يكون التقدير : على فرقةٍ خائنة ، أو : على طائفة خائنة( {[15264]} ) . وقيل : الهاء للمبالغة ، وقيل : ( المعنى )( {[15265]} ) : على خائن منهم( {[15266]} ) .
( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحِ ) : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعفو عن هؤلاء الذين أرادوا قتله من اليهود . وقال قتادة : هي منسوخة بآية القتال في " براءة " ( {[15267]} ) . وقيل : هي منسوخة بقوله : ( وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن( {[15268]} ) قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذِ اِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ )( {[15269]} ) . وقيل : المعنى : فاعف عنهم واصفح ما دام/ بينك وبينهم ذمة وعهد( {[15270]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.