جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَلَقَدۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَبَعَثۡنَا مِنۡهُمُ ٱثۡنَيۡ عَشَرَ نَقِيبٗاۖ وَقَالَ ٱللَّهُ إِنِّي مَعَكُمۡۖ لَئِنۡ أَقَمۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَيۡتُمُ ٱلزَّكَوٰةَ وَءَامَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرۡتُمُوهُمۡ وَأَقۡرَضۡتُمُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَلَأُدۡخِلَنَّكُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ فَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ} (12)

{ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ } لما أمر المؤمنين بالوفاء بعهده وأمرهم بالحق والعدل وذكرهم نعمه شرع يبين لهم كيفية أخذ العهود على من كان قبلهم وطردهم ولعنهم لما نقضوها ليتعظ المؤمنون { وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا{[1210]} } كفيلا ضمنوا عن قومهم الوفاء بالعهد { وقال الله إني معكم } بالنصرة { لئن } أي : والله لئن { أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برُسلي } صدقتموهم بما جاءوا به { وعزّرتموهم } نصرتموهم وعظمتموهم { وأقرضتم الله قرضا حسنا } بأن تنفقوا في سبيل الخيرات نصب بالمصدر أو بالمفعول الثاني { لأُكفّرن } جواب القسم سد مسد جواب الشرط { عنكم سيئاتكم ولأّدخلنّكم جنات تجري من تحتها } تحت غرفها { الأنهار فمن كفر بعد ذلك } الميثاق { منكم فقد ضل سواء السبيل } صراط الحق فإن الضلال بعده أظهر وأعظم وأقبح .


[1210]:لما هلك فرعون واستقر بنو إسرائيل في مصر أمرهم الله بالمسير إلى أرض الشام والجهاد مع سكانه، وكان مسكن الجبابرة، وأمر موسى أن يأخذ من كل سبط نقيبا يكون كفيلا على قومه بالوفاء بما أمروا فاختار موسى اثني عشر نقيبا، وأخذ الميثاق على بني إسرائيل، وتكفل لهم به النقباء وسار بهم فلما دنوا أرض الشام بعث النقباء لتجسس الجبابرة فرأوا أجراما عظيمة وشوكة فرجعوا ونهى أكثر قومهم عن الجهاد وخوفوهم مع أن موسى نهى النقباء أن يحدثوا قومهم بحكايات الجبابرة وأخبارهم/12 منه.