جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ} (82)

{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا } فإنهم{[1301]} متفقون في الانهماك في حسدهم وعنادهم { ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى{[1302]} } نزلت في وفد بعثهم النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قرأ عليهم القرآن بكوا وأسلموا ثم رجعوا إلى النجاشي فأخبره وقيل : غير ذلك { ذلك بأن منهم قسّيسين } أي : علماء { ورهبانا } أي : عبادا { وأنهم لا يستكبرون{[1303]} } كما يتكبر المشركون واليهود .


[1301]:فإنهما متفقان في الحسد، وفي تقديم اليهود إشارة إلى أنهم أصول في العداوة/12 وجيز.
[1302]:لم يرد به جميع النصارى؛ لأنهم في عداوتهم للمسلمين كاليهود في قتلهم المسلمين وأسرهم وتخريب بلادهم وهدم مساجدهم وإحراق مصاحفهم لا ولا كرامة لهم بل الآية فيمن أسلم منهم كالنجاشي وأصحابه، وقيل في جميعهم؛ لأن اليهود أقسى قلبا والنصارى ألين قلبا منهم، وكانوا أقل مظاهرة للمشركين من اليهود/12 معالم.
[1303]:بل هم متواضعون بخلاف اليهود فإنهم على ضد ذلك، والعموم أولى ولا وجه لتخصيص قوم دون قوم والآية الكريمة ساكتة عن قيد الإيمان، وإنما هو مدح في مقابلة ذم اليهود، وليس بمدح على الإطلاق/12 فتح البيان.