تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ} (82)

( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) ،

كان اليهود يعاونون مُشركِي العرب على قتال النبي صلى الله عليه وسلم ، ويأمرونهم بالمسير إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ( والذين أشركوا ) ، يعني مشركي العرب أيضا ، كانوا شديدي العداوة للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، رضي الله عنهم ، ( ولتجدن أقربهم مودة ) ، وليس يعني في الحب ، ولكن يعني في سرعة الإجابة للإيمان ، ( للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ) ، وكانوا في قرية تُسمَّى ناصرة ، ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ) ، يعني مُتعبِّدين أصحاب الصَّوامع ، ( وأنهم لا يستكبرون ) ، يعني لا يتكبَّرون عن الإيمان .

نزلت في أربعين رجلا من مؤمني أهل الإنجيل ، منهم اثنان وثلاثون رجلا ، قدموا من أرض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، وثمانية نفر قدموا من الشام ، معهم بحيرى الراهب ، وأبرهة ، والأشرف ، ودريس ، وتمام ، وقسيم ، ودريد ، وأيمن ، والقسيسون الذين يحلقون أواسط رؤوسهم ، وذلك أنهم حين سمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم ، قالوا : ما أشبه هذا بالذي كنا نتحدث به ، عن عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، فبكوا وصدقوا بالله عز وجل ورسله ، فنزلت فيهم : ( وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول )