جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (13)

{ فبأي آلاء ربكما{[4842]} } : أيها الثقلان ، { تكذبان }


[4842]:وكرر سبحانه هذه الآية في هذه السورة في إحدى وثلاثين موضعا تقريرا للنعمة، وتأكيدا للتذكير بها على عادة العرب في الاتساع ثمانية منها ذكرت عقب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله، وبدائع صنعه، ومبدأ الخلق ومعادهم، ثم سبعة منها عقب آيات فيها ذكر النار، وشدائدها بعدد أبواب جهنم، وحسن ذكر الآلاء عقبها، لأن من جملة الآلاء رفع البلايا، وتأخير العقاب، وبعد هذه السبعة ثمانية في وصف الجنتين وأهلها بعدد أبواب الجنة، وثمانية أخرى بعدها في الجنتين اللتين هما دون الجنتين الأوليين أخذا من قوله، ومن دونهما جنتان فمن اعتقد الثمانية الأولى، وعمل بموجبها استحق هاتين الثمانيتين من الله، وفيه السبعة السابقة أفاده شيخ الإسلام في متشابهة القرآن، والاستفهام فيها للتقرير لما روى الحاكم عن جابر قال: قرأ علينا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال " ما لي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية إلا قالوا، ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد" وروى الترمذي بمعناه وقال: حديث غريب [حسن، انظر صحيح سنن الترمذي (2624) الصحيحة (2150)] /12 فتح.