الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (13)

وأخرج أحمد وابن مردويه بسند حسن عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون { فبأي آلاء ربكما تكذبان } .

وأخرج الترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها ، فسكتوا ، فقال : ما لي أراكم سكوتاً لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم ، كنت كلما أتيت على قوله { فبأيّ آلاء ربكما تكذبان } قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد » .

وأخرج البزار وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأفراد وابن مردويه والخطيب في تاريخه بسند صحيح عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه ، فسكتوا فقال : ما لي أسمع الجن أحسن جواباً لربها منكم ؟ ما أتيت على قول الله { فبأيّ آلاء ربكما تكذبان } الا قالوا : لا شيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد » .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فبأيّ آلاء ربكما تكذبان } قال : بأيّ نعمة الله .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { فبأيّ آلاء ربكما تكذبان } يعني الجن والإِنس ، والله أعلم .