الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (13)

قوله : { فَبِأَيِّ } : متعلقٌ ب " تُكذِّبان " والعامَّةُ على إضافة " أيّ " إلى الآلاء . وقُرِىء في جميع السورة بتنوينِ " أيّ " وتخريجُها : على أنه قَطَع أيَّاً عن الإِضافةِ إلى شيء مقدر ، ثم أَبْدَل منه " آلاء ربِّكما " بدلَ معرفةٍ مِنْ نكرةٍ . وتقدَّم الكلامُ في " الآلاء " وما مفردُها في الأعراف ولله الحمد . والخطابُ في " رَبِّكما " قيل : للثَّقَلَيْن من الإِنس والجنِّ ، لأنَّ الأنامَ يتضمَّنُهما على القول المشهور . وقيل : للذكر والأنثى . وقيل : هو مثنَّى مُرادٌ به الواحدُ ، كقولِه تعالى : { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ } [ ق : 24 ] وقولِ الخبيث الثقفي : " يا حَرَسيُّ اضْربا عُنُقَه " وقد تقدَّم ما فيه .