بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ} (23)

{ لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ على مَا فَاتَكُمْ } يعني : لكيلا تحزنوا { على مَا فَاتَكُمْ } من الرزق والعافية ، إذا علمتم أنها مكتوبة عليكم قبل خلقكم ، { وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا آتاكم } يعني : بما أعطاكم في الدنيا ، ولا تفتخروا بذلك { والله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } يعني : متكبراً ، فخوراً ، بنعم الله تعالى ، ولا يشكروه . قرأ أبو عمرو { بِمَا آتاكم } بغير مدّ . والباقون : بالمد . فمن قرأ : بغير مد ، فمعناه : لكيلا تفرحوا بما جاءكم من حطام الدنيا ، فإنه إلى نفاد . ومن قرأ : بالمد بما أعطاكم . وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ليس أحد إلا وهو يحزن ، ويفرح . ولكن المؤمن من جعل الفرح والمصيبة صَبْراً .