{ لّكَيْلاَ تَاسَوْا على مَا فَاتَكُمْ } أي اختبرناكم بذلك لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا { وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا ءاتاكم } منها : أي أعطاكم منها ، فإن ذلك يزول عن قريب ، وكلّ زائل عن قريب لا يستحق أن يفرح بحصوله ولا يحزن على فواته ، ومع أن الكل بقضاء الله وقدره ، فلن يعدو امرأ ما كتب له ، وما كان حصوله كائناً لا محالة فليس بمستحقّ للفرح بحصوله ولا للحزن على فوته ، قيل : والحزن والفرح المنهيّ عنهما هما اللذان يتعدّى فيهما إلى ما لا يجوز ، وإلاّ فليس من أحد إلاّ وهو يحزن ويفرح . قرأ الجمهور : { بما آتاكم } بالمدّ : أي أعطاكم ، وقرأ أبو العالية ونصر بن عاصم وأبو عمرو بالقصر : أي جاءكم ، واختار القراءة الأولى أبو حاتم ، واختار القراءة الثانية أبو عبيد { والله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } أي لا يحبّ من اتصف بهاتين الصفتين وهما الاختيال والافتخار ، قيل : هو ذمّ للفرح الذي يختال فيه صاحبه ويبطر ، وقيل : إن من فرح بالحظوظ الدنيوية وعظمت في نفسه اختال وافتخر بها ، وقيل : المختال الذي ينظر إلى نفسه ، والفخور الذي ينظر إلى الناس بعين الاستحقار . والأولى تفسير هاتين الصفتين بمعناهما الشرعي ثم اللغوي ، فمن حصلتا فيه فهو الذي لا يحبه الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.