{ لكيلا تأسوا } أي أخبرناكم بأنا قد فرغنا من التقدير لكيلا تحزنوا { على ما فاتكم } من الدنيا وسعتها أو من العافية وصحتها { ولا تفرحوا } أي لا تبطروا بطر المختال الفخور { بما آتاكم } منها أي أعطاكم ، قرأ الجمهور بالمد . وقرئ بالقصر ، أي جاءكم فإن ذلك يزول عن قريب لا يستحق أن يفرح بحصوله ، ولا للحزن على فوته .
قيل : والفرح والحزن المنهي عنهما هما اللذان يتعدى فيهما إلى ما لا يجوز ، وإلا فليس من أحد إلا وهو يحزن ويفرح ، ولكن ينبغي أن يكون الفرح شكرا ، والحزن صبرا ، وإنما يلزم من الحزن الجزع المنافي للصبر ، ومن الفرح الأشر المطغي الملهي عن الشكر ، كما قال ابن عباس : ليس أحد إلا وهو يحزن ويفرح ، ولكن ما أصابته مصيبة جعلها صبرا ، ومن أصابه خير جعله شكرا ، وعنه قال : يريد مصائب المعاش ، ولا يريد مصائب الدين ، أمرهم أن يأسوا على السيئة ويفرحوا بالحسنة ، قال جعفر بن الصادق رضي الله تعالى عنه : يا ابن آدم مالك تأسف على مفقود لا يرد إليك الفوت ومالك تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت .
{ والله لا يحب كل مختال فخور } أي لا يحب من اتصف بهاتين الصفتين وهما الاختيال والافتخار ، قيل : هو ذم للفرح الذي يختال فيه صاحبه ويبطر ، وقيل : إن من فرح بالحظوظ الدنيوية وعظمت في نفسه اختال وافتخر بها ، وقيل : المختال الذي ينظر إلى نفسه ، والفخور الذي ينظر إلى الناس بعين الاستحقار ، والأولى تفسير هاتين الصفتين بمعناهما الشرعي ثم اللغوي فمن حصلتا فيه فهو الذي لا يحبه الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.