جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٞۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (101)

{ بديع السماوات والأرض } أي{[1496]} : هو مبدعهما ومحدثهما على غير مثال سبق قيل : من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها أي : هو بديع سماواته ، وقيل الإضافة حقيقية بمعنى في أي هو عدم النظير فيهما ، { أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة } ، والولد إنما يكون بين متجانسين ولا يناسبه شيء فإنه فالق الأشياء وأين الخالق من المخلوق ؟ ! { وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم{[1497]} } ، لم يقل وهو به عليم لأن علمه أشمل من خلقه .


[1496]:ولما كان التوالد من صفات الأجسام ومن هو مبدع تلك الأجسام ومخترع الأجسام ليس بجسم، فلا يكون له ولد (أنى يكون له ولد) الآية/12 وجيز.
[1497]:يعني من كان موصوفا بالخالقية، والعالمية غنى عن العالمين والولد إنما يطالبه المحتاج إليه فنفى الولد بأدلة ثلاثة، ويمكن أن يجعل أربع دلائل/12 وجيز.