جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ ٱلۡجِنَّ وَخَلَقَهُمۡۖ وَخَرَقُواْ لَهُۥ بَنِينَ وَبَنَٰتِۭ بِغَيۡرِ عِلۡمٖۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ} (100)

{ وجعلوا لله شركاء الجن } : عبادة غير الله تعالى ، عبادة الشيطان هم جعلوا الشيطان شريكا له ، أو كما قال الثنوية : الله خالق النور ، والشيطان خالق الشرور ، ( وشركاء الجن ) مفعول ( جعلوا ) أو ( لله ) ب ( شركاء ) أو حال منه أو ( لله شركاء ) مفعولاه ، و( الجن ) منصوب بمقدر ، كأنه قيل : من جعلوه شركاء ؟ فقال : ( الجن ) { وخلقهم{[1495]} } ، حال بتقدير قد والضمير إما إلى الكفار أي : جعلوا غير خالقهم شريكا لخالقهم ، وإما إلى الجن ، أي جعلوا المخلوقين شركاء للخالق ، { وخرقوا له بنين وبنات } : اختلفوا وافتروا ، { بغير علم } حال من فاعل خرقوا أي : خرقوا عن عمى وجهالة لا عن فكر وروية ، { سبحانه وتعالى عما يصفون } تعالى عطف على أسبح .


[1495]:والأولى أن ضمير الجمع للجاعلين إذ هم المحدث عنهم يعني جعلوا مخلوقا شريكا لخالقهم، وما هو إلا حماقة/12 وجيز.