جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ نَبَاتَ كُلِّ شَيۡءٖ فَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهُ خَضِرٗا نُّخۡرِجُ مِنۡهُ حَبّٗا مُّتَرَاكِبٗا وَمِنَ ٱلنَّخۡلِ مِن طَلۡعِهَا قِنۡوَانٞ دَانِيَةٞ وَجَنَّـٰتٖ مِّنۡ أَعۡنَابٖ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشۡتَبِهٗا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهٍۗ ٱنظُرُوٓاْ إِلَىٰ ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَيَنۡعِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمۡ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (99)

{ وهو الذي أنزل من السماء } : من جانبه ، { ماء فأخرجنا به } : بسبب الماء ، { ثبات كل شيء } : تنبت ، { فأخرجنا منه } : من النبات أو الماء ، { خضِرا } : زرعا وشجرا أخضر ، { نُخرج منه } : من الخضر ، { حبا متراكبا } : بعضه على بعض كسنابل البر وغيره ، { ومن النخل من طلعها قِنوان } ، الطلع : أول ما يخرج من ثمرها والقنو : العرجون ، وهو مبتدأ ( ومن النخل{[1493]} ) خبره ، ( ومن طلعها ) بدل ، { دانية } : سهلة المجتنى لقصر النخل اللاصقة عذوقها بالأرض ، أو قريب بعضها من بعض على التفسير الأول ذكر الدانية لأن النعمة فيها أظهر أو دل بذكر القريبة على ذكر البعيدة كقوله ( سرابيل تقيكم الحر ) ( النحل : 81 ) أي : والبرد ، { وجنات من أعناب } عطف على ( نبات ) ، أو على ( خضرا ) { والزيتون والرمان } أي : شجريهما بدليل انظروا إلى ثمره ، { مشتبِها{[1494]} وغير متشابه } أي : متشابها ورقهما ، فإن ورقهما قريب غير متشابه ثمرهما ، أو بعضه متشابه ببعض آخر منه في الهيئة ، واللون والطعم وبعضه غير متشابه ، { انظروا إلى ثمره } : ثمر كل واحد من ذلك ، { إذا أثمر } : أخرج ثمره ، { وينعِه } : وإلى نضجه نظر استدلال بعد أن كان حطبا صار عنبا ورطبا بعد أن كان جافا تفها صار لذيذا ، { إن في ذلكم لآيات } أي : على كمال قدرته ، { لقوم يؤمنون } : يصدقون بالله .


[1493]:والجملة مقطوع عما قبلها في تجريدها من عظم المنة إذا كانت من أعظم قوت العرب، ولها شبه بالحب، وشبه بالعنب في التغذي والتفكر، فناسب أن يكون اعتراضا بين الحب والعنب/12 وجيز.
[1494]:الافتعال والتفاعل يشتركان كثيرا يقال: اشتبه الشيئان وتشابها واستويا وتساويا، فهو حال من الزيتون لسبقته، أو من الرمان لقربه، وحذف مشتبها وغير متشابه من أحدهما للقرينة وبأن بعض الرمان حامض وأحمر وكبير، وبعضه حلو وأبيض وصغير ففي الرمان في غاية الظهور/12 وجيز.