الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٞۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ} (101)

قوله : { بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد } الآية [ 102 ] .

المعنى : هو بديع السماوات{[21076]} ، أي : ( مبتدعها{[21077]} ومحدثها ){[21078]} بعد أن لم تكن{[21079]} .

{ أنى يكون له ولد } أي : من أي : وجه يكون له ولد { ولم تكن له صاحبة } ؟ أي{[21080]} إن الولَدَ إنما يكون للذكر من الأنثى ، ولا ينبغي أن تكون له صاحبة ، فيكون له ولد ، لأنه خالق كل شيء{[21081]} . وقيل : المعنى : من أين يكون له ولد وولد كل شيء يشبهه ، ولا شبيه لله{[21082]} . وهو خالق كل شيء ، وهو عليم بكل شيء ، لا يمكن أن يكون ولد لمن هذه صفته ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا{[21083]} .


[21076]:د: السماوات والأرض.
[21077]:انظر: مجاز أبي عبيدة 1/203.
[21078]:د: مبتدعهما ومحدثهما.
[21079]:هو قول ابن زيد في تفسير الطبري 12/11.
[21080]:ب: لاي.
[21081]:انظر: تفسير الطبري 12/11، ومعاني الزجاج 2/278.
[21082]:هو قول النحاس في إعرابه 1/571.
[21083]:انظر: تفسير الطبري 12/12.