قوله : { بَدِيعُ السموات والأرض } أي مبدعهما ، فكيف يجوز أن { يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ } وقد جاء البديع بمعنى المبدع ، كالسميع بمعنى المسمع كثيراً ، ومنه قول عمرو بن معدي كرب :
أمن ريحانة الدَّاعى السَّميع *** يؤرقني وأصحابي هجوع
اه أي المسمع . وقيل : هو من إضافة الصفة المشبهة إلى الفاعل ، والأصل : بديع سمواته وأرضه . وأجاز الكسائي خفضه على النعت لله . والظاهر أن رفعه على تقدير مبتدأ محذوف ، أو على أنه مبتدأ وخبره { أنى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ } . وقيل : هو مرفوع على أنه فاعل " تعالى " ، وقرئ بالنصب على المدح ، والاستفهام في { أنى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ } للإنكار والاستبعاد ، أي من كان هذا وصفه ، وهو أنه خالق السموات والأرض وما فيهما ، كيف يكون له ولد ؟ وهو من جملة مخلوقاته ، وكيف يتخذ ما يخلقه ولداً ، ثم بالغ في نفي الولد ، فقال : { وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحبة } أي كيف يكون له ولد والحال أنه لم تكن له صاحبة ، والصاحبة إذا لم توجد استحال وجود الولد ، وجملة : { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْء } لتقرير ما قبلها ، لأن من كان خالقاً لكل شيء استحال منه أن يتخذ بعض مخلوقاته ولداً { وَهُوَ بِكُلّ شَيْء عَلِيمٌ } لا تخفى عليه من مخلوقاته خافية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.