جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَدۡ جَآءَكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنۡ أَبۡصَرَ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ عَمِيَ فَعَلَيۡهَاۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِحَفِيظٖ} (104)

{ قد جاءكم بصائر{[1501]} من ربكم } : البصيرة للقلب كالبصر للجسد أي : جاءتكم بالوحي الآيات البينات ، والحجج القرآنية التي هي للقلوب كالبصائر ، { فمن أبصر } : يرى تلك الآيات وآمن بها ، { فلنفسه } أبصر ، وله نفعه ، { ومن عمِي } ، فلا يؤمن بها ، { فعليها } : فعلى نفسه عمى ، وعليها ضره ، { وما أنا عليكم بحفيظ } : أحفظ أعمالكم فأجازيكم إنما أنا منذر والله الحفيظ ، وهذا وراد على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-


[1501]:وهذا كلام استئناف وارد على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولهذا قال في آخره: (وما أنا عليكم بحفيظ) ووصف البصائر بالمجيء تفخيما لشأنها وجعلها بمنزلة الغائب المتوقع مجيئه كما يقال: جاءت العافية، وانصرف المرض، وأقبلت السعود وأدبرت النحوس/12 فتح.