الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَدۡ جَآءَكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَنۡ أَبۡصَرَ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ عَمِيَ فَعَلَيۡهَاۚ وَمَآ أَنَا۠ عَلَيۡكُم بِحَفِيظٖ} (104)

{ البَصَائِرُ } : جمع بَصِيرة ، فكأنه قال : قد جاءكم في القرآن والآياتِ طرائقُ إبصار الحقِّ ، والبصيرةُ للقَلْبِ مستعارةٌ من إبصارِ العَيْن ، والبصيرةُ أيضاً هي المُعْتَقَدُ .

وقوله سبحانه : { فَمَنْ أَبْصَرَ } ، و{ مَنْ عَمِيَ }[ الأنعام :104 ] .

عبارةٌ مستعارةٌ فيمن اهتدى ، ومَنْ ضَلَّ ، وقوله : { وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } كان في أول الأمر وقَبْلَ ظهور الإسلام ، ثم بعد ذلك كان صلى الله عليه وسلم حفيظاً على العَالَمِ ، آخذاً لهم بالإسلام ، أو السيفِ .