جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ وَيَوۡمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُۚ قَوۡلُهُ ٱلۡحَقُّۚ وَلَهُ ٱلۡمُلۡكُ يَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِۚ عَٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَٰدَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (73)

{ وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق } : بالعدل والحكمة ، { ويوم يقول كن فيكون } ، عطف على السماوات فذكر بدء الخلق وإعادته أو على مفعول اتقوه أو بتقدير واذكر ، والمراد يوم القيامة فإن الأمر فيه غير تدريجي ، { قوله الحق } أي : الصدق الواقع لا محالة مبتدأ وخبر أو ( قوله ) مبتدأ و( الحق ) صفته ( ويوم يقول ) خبره أي : قضاؤه الحكمة والصواب حين يقول للشيء كن فيكون ذلك الشيء يعني ما ظهر من مكوناته شيء إلا عن حكمة وصواب ، فلا يكون المراد من يوم القيامة ، { وله الملك يوم يُنفخ في الصور{[1453]} } إما ظرف لقوله : ( له الملك ) كقوله : ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) [ غافر : 16 ] وإما بدل من ( يقول ) والصور القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل ، وقيل : جمع صورة أي ينفخ فيها فتحيا ، { عالم الغيب والشهادة } أي : هو عالم الغيب ، { وهو الحكيم الخبير } .


[1453]:أي: الملك كائن له في هذا اليوم فإن ظهور توحده في الملك في هذا اليوم الذي لا أمر لأحد سواه كما قال (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) والصور قرن يوسع السماوات والأرض/12 وجيز، والصور قرن ينفخ فيه النفخة الأولى للفناء، والثانية للإنشاء، وهو لغة أهل اليمن، وكذا قال الجوهري: إن الصور القرن أي: المستطيل، وفيه جميع الأرواح وفيه ثقب بعددها، فإذا نفخ خرجت كل روح من ثقبها، ووصلت لجسدها، فتحله الحياة قال مجاهد: الصور قرن كهيئة البوق وقرئ (الصُّوَرِ) جمع صورة والمراد الخلق، وبه قال الحسن ومقاتل قال أبو عبيدة: وهذا وإن كان محتملا يرد بما في الكتاب والسنة قال الله تعالى (ثم نفخ فيه أخرى) (الزمر: 68)، واخرج أبو داود والترمذي وحسنه النسائي وابن المنذر وابن جبان وابن أبي حاتم والحاكم، وصححه والبيهقي وعبد بن حميد وابن المبارك عن عبد الله بن عمر وقال: سئل النبي –صلى الله عليه وسلم– عن الصور فقال: (قرن ينفخ فيه)، وأجمع عليه أهل السنة والأحاديث الواردة في كيفية النفخ ثابتة في كتب الأحاديث لا حاجة لنا إلى إيرادها هاهنا/12 فتح.