جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَذَرِ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمۡ لَعِبٗا وَلَهۡوٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ وَذَكِّرۡ بِهِۦٓ أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ لَيۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٞ وَلَا شَفِيعٞ وَإِن تَعۡدِلۡ كُلَّ عَدۡلٖ لَّا يُؤۡخَذۡ مِنۡهَآۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أُبۡسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْۖ لَهُمۡ شَرَابٞ مِّنۡ حَمِيمٖ وَعَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡفُرُونَ} (70)

{ وذرِ الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا } : أي : استهزءوا بالدين الحق الذي يجب أن يعظم غاية التعظيم ، أو معناه جعلوا اللعب كعبادة الأصنام وتحريم{[1447]} البحائر وغيرها دينا واجبا أي : أعرض عنهم ولا تبال بأفعالهم وأقوالهم ، { وغرّتهم الحياة الدنيا } حتى اطمأنوا بها ، { وذكّر به } : بالقرآن ، { أن تُبسل نفس بما كسبت } : مخافة أن تسلم إلى الهلكة بسوء عملها ، أو تفضح ، أو تجس أو تؤاخذ أو تجزى ، { ليس لها من دون الله من وليّ ولا شفيع } : يدفع العذاب عنها ، والجملة إما صفة أو حال ، { وإن تعدل كل عدل } : وإن تفد النفس كل فداء ، ونصبه على المصدر ، { لا يُؤخذ منها } : فاعله منها لا ضمير العدل ؛ لأنه مصدر وهو ليس بمأخوذ ، { أولئك{[1448]} الذين أُبسلوا } : سلموا للعذاب ، { بما كسبوا{[1449]} لهم شراب من حميم } : الماء المغلي ، { وعذاب أليم بما كانوا يكفرون }{[1450]} .


[1447]:وما كانوا يحتاطون في أمر الدين البتة ويكتفون فيه بمجرد التقليد فعبر الله تعالى عنهم بأنهم اتخذوا دينهم لعبا ولهوا/12 كبير.
[1448]:إشارة إلى الذين اتخذوا أو إلى الجنس المدلول عليه بأن تبسل نفس/12.
[1449]:من الخطايا وقبائح الأعمال/12.
[1450]:إشارة إلى أن كفرهم أسوأ ما كسبوا ولما أقام الحجة البالغة على أن المؤثر ليس إلا الله تعالى عقبه سؤال مرتبط فقال: (قل أندعوا)/12.