جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ} (42)

{ يوم يكشف عن ساق{[5097]} } ، مقدر باذكر ، أو متعلق ب " فليأتوا " أي : يوم يشتد الأمر ، وكشف الساق مثل في ذلك ، أو يوم يكشف عن حقائق الأمور وخفياتها ، وفي الصحيحين سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم- " يوم يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة " وقد نقل{[5098]} عنه- عليه الصلاة والسلام- " يوم يكشف عن ساق نور عظيم يخرون له سجدا{[5099]} " ، { ويدعون إلى السجود } أي : الكافرون والمنافقون ، فإن المؤمنون يسجدون بلا دعاء ، { فلا يستطيعون } : السجود ، لأنه صار ظهرهم طبقا{[5100]} واحدا بلا مفاصل كلما أرادوا السجود خروا لقفاهم عكس السجود ،


[5097]:وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقد أخرج البخاري، وغيره عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول:" يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا" وهذا الحديث ثابت من طرق في الصحيحين، وغيرهما، وله ألفاظ في بعضها طول، وهو حديث مشهور معروف، وإذ جاء نهر الله بطل نهر معقل، وذلك لا يستلزم تشبيها، ولا تجسيما، فليس كمثله شيء. دعوا كل قول عند قول محمد *** فما آمن في دينه كمخاطر. قال الشيخ أحمد ولي الله المحدث الدهلوى في كتابه حجة الله البالغة: واستطال هؤلاء الخائضون على معشر أهل الحديث، وسموهم مجسمة ومشبهة، وقالوا: هم المستترون بالبلكفة، وقد وضح على وضوحا بينا أن استطالتهم هذه ليست بشيء، وأنهم مخطئون في مقالتهم رواية، ودراية، وخاطئون في طعنهم أئمة الهدى انتهى/12 فتح.
[5098]:رواه أبو يعلي، وابن جرير، وفي الرواة رجل مبهم [وكذا قال ابن كثير في "تفسيره" (4/308)]/ 12 منه.
[5099]:هذا التأويل من المصنف في كشف الساق، والصحيح ما ورد في الحديث" يوم يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة". البخاري.
[5100]:قال أكثر السلف: وفي الصحيحين ما يدل على ذلك/12 منه.