الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ} (42)

{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } وقرأ ابن عباس : ( تُكْشَفُ ) بضم التاء على مَعْنَى : تُكْشَفُ القيامةُ والشدةُ والحالُ الحاضرة ، وقرأ ابن عباس أيضاً : ( تَكْشِفُ ) بفتح التاء على أنَّ القيامةَ هي الكاشِفَةُ ، وهذه القراءة مفسِّرَة لقراءَةِ الجماعةِ ، فما وَرَدَ في الحديثِ والآيةِ مِنْ كَشْفِ الساقِ فهو عبارة عَنْ شدةِ الهول .

وقوله جلت عظمته : { وَيُدْعَوْنَ إِلَى السجود فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } وفي الحديثِ الصحيحِ : " فَيَخِرُّونَ للَّهِ سُجّداً أجْمَعونَ ولا يبقى أحَدٌ كَانَ يسجدُ في الدنيا رياءً ولا سمعةً ولاَ نِفَاقاً إلا صَارَ ظهرُهُ طَبَقاً وَاحِداً ؛ كُلَّما أرَادَ أنْ يَسْجُدَ خَرَّ على قفاه " ، الحديثَ ، وفي الحديثِ : " فَيَسْجُدُ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، وَتَرْجِعُ أصْلاَبُ المُنَافِقِينَ والكُفَّارِ ، كَصَيَاصِي البَقَرِ ، عَظْماً وَاحِداً ؛ فَلا يَسْتَطِيعُونَ سُجُودًا " الحديث .