جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٞ وَرِثُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَأۡخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا ٱلۡأَدۡنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغۡفَرُ لَنَا وَإِن يَأۡتِهِمۡ عَرَضٞ مِّثۡلُهُۥ يَأۡخُذُوهُۚ أَلَمۡ يُؤۡخَذۡ عَلَيۡهِم مِّيثَٰقُ ٱلۡكِتَٰبِ أَن لَّا يَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِۗ وَٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (169)

{ فخلف من بعدهم } من بعد ذلك الجيل الذي فيهم الصالح والطالح { خلف } والخلف بسكون العين البدل السوء { ورِثوا الكتاب } التوراة من أسلافهم { يأخذون عرَض هذا الأدنى } أي : حطام هذه الدنيا الحقير كالرشوة في تبديل حكم الله والجملة حال من فاعل ورثوا { ويقولون سيُغفر لنا } الفعل مسند إلى الجار والمجرور { وإن يأتهم عرضٌ ميله يأخذوه } أي : يرجون المغفرة والحال أنهم مصرون على الذنب عائدون على مثله . عن السدي كان بعضهم يطعن في حكامهم بأخذ الرشوة فإذا جعل مكان حاكمهم من يطعن بأخذ الرشوة هو أيضا يأخذ فحاصله وإن يأت الآخرين عرض مثله يأخذوه { الم{[1750]} يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب } أي : في التوراة { أن لا يقولوا } أي : بأن لا يقولوا أو عطف بيان لميثاق { على الله إلا الحق{[1751]} ودرسوا ما فيه } فهم ذاكرون لهذا الميثاق عطف على ألم يؤخذ { والدار الآخرة للذين يتقون } المعاصي لا للذين يخالفون أمر الله تعالى فإن مصيرهم إلى النار { أفلا تعقلون } فيعلموا ذلك ويرتدعوا عما هم فيه .


[1750]:أي: أخذ عليهم الميثاق ودرسوا وليس من عطف الإخبار على الإنشاء؛ لأن الهمزة للإنكار لا لمحض الاستفهام/12 منه.
[1751]:استثناء منقطع البتة/12 منه.