تفسير الأعقم - الأعقم  
{فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٞ وَرِثُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَأۡخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا ٱلۡأَدۡنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغۡفَرُ لَنَا وَإِن يَأۡتِهِمۡ عَرَضٞ مِّثۡلُهُۥ يَأۡخُذُوهُۚ أَلَمۡ يُؤۡخَذۡ عَلَيۡهِم مِّيثَٰقُ ٱلۡكِتَٰبِ أَن لَّا يَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِۗ وَٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (169)

{ فخلف من بعدهم خلف } وهم الذين كانوا في زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ورثوا الكتاب } وهو التوراة يقفون على ما فيها من الأوامر والنواهي والتحليل والتحريم وهم لا يعملون بها { يأخذون عرض هذا الأدنى } أي حطام هذا الشيء الأدنى ، والمراد الدنيا وما يمتع به منها ، يريد بما كانوا يأخذونه من الرشا في الأحكام وعلى تحريف الكلام للتسهيل على العامة { ويقولون سيغفر لنا } لا يؤاخذنا الله بما أخذنا ، وروي أنهم قالوا ما عملناه بالليل كفر عنا بالنهار ، وما عملناه بالنهار كفر عنَّا بالليل تمنياً على الله الأباطيل { وأن يأتهم عرض مثله يأخذوه } ، قيل : وان عرض لهم ذنب آخر عملوا به ، وقال مجاهد : ما أشرف لهم في اليوم من شيء من الدنيا من حلال أو حرام أخذوه ، وقيل : معناه وان يأت يهود يثرب الذين كانوا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غرض مثله يأخذوه { ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب } يعني قوله في التوراة : من ارتكب ذنباً عظيماً فإنه لا يغفر له إلاَّ بالتوبة { ودرسوا ما فيه } يعني ما في الكتاب من اشتراط التوبة في غفران الذنوب ، والذي عليه المحبرة هو مذهب اليهود بعينه .