تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٞ وَرِثُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَأۡخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا ٱلۡأَدۡنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغۡفَرُ لَنَا وَإِن يَأۡتِهِمۡ عَرَضٞ مِّثۡلُهُۥ يَأۡخُذُوهُۚ أَلَمۡ يُؤۡخَذۡ عَلَيۡهِم مِّيثَٰقُ ٱلۡكِتَٰبِ أَن لَّا يَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِۗ وَٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (169)

{ فخلف من بعدهم خلف } قال مجاهد : الخلف : النصارى بعد اليهود .

قال محمد : ذكر قطرب أنه يقال : خلف سوء ، وخلف صدق ، وخلف

سوء وخلف صدق بتسكين اللام وفتحها في الحالين . وأنشد بيت حسان ابن ثابت :

لنا القدم الأولى [ عليهم ] وخلفنا *** *** *** لأولنا في طاعة الله تابع{[373]}

وذكر أبو عبيد : أن الاختيار عند أهل اللغة أن يوضع الخلف -بتسكين اللام- موضع الذم ، والخلف –بالفتح- موضع المدح .

{ يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه } .

قال مجاهد : يعني : ما أشرف لهم في اليوم من حلال أو حرام أخذوه ، ويتمنون المغفرة ، وإن يجدوا الغد مثله يأخذوه{[374]} .

{ ودرسوا ما فيه } يقول : قرءوا ما فيه ، في هذا الكتاب ، بخلاف ما يقولون وما يعملون { أفلا تعقلون } ما يدرسون .


[373]:انظر: ديوان حسان (241).
[374]:أخرجه الطبري في تفسيره (6/106) ح (15331).