تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٞ وَرِثُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَأۡخُذُونَ عَرَضَ هَٰذَا ٱلۡأَدۡنَىٰ وَيَقُولُونَ سَيُغۡفَرُ لَنَا وَإِن يَأۡتِهِمۡ عَرَضٞ مِّثۡلُهُۥ يَأۡخُذُوهُۚ أَلَمۡ يُؤۡخَذۡ عَلَيۡهِم مِّيثَٰقُ ٱلۡكِتَٰبِ أَن لَّا يَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِۗ وَٱلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ} (169)

{ فخلف من بعدهم } ، يعني من بعد بني إسرائيل ، { خلف } السوء وهم اليهود ، { ورثوا الكتاب } ، يعني ورثوا التوراة عن أوائلهم وآبائهم ، { يأخذون عرض هذا الأدنى } ، وهي الدنيا ، لأنها أدنى من الآخرة ، يعني الرشوة في الحكم ، { ويقولون سيغفر لنا } ، فكانوا يرشون بالنهار ، ويقولون : يغفر لنا بالليل ، { وإن يأتهم عرض مثله } ، يعني رشوة مثله ليلا ، { يأخذوه } ، ويقولون : يغفر لنا بالنهار ، يقول الله : { ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب } ، يعني بغير ما يقولون ، لقد أخذ عليهم في التوراة أن لا يستحلوا محرما ، و{ أن لا يقولوا على الله إلا الحق } في التوراة ، { ودرسوا } ، يعني وقرأوا { ما فيه } ، ما في التوراة ، { والدار الآخرة } ، يعني الجنة ، { خير للذين يتقون } ، استحلال المحارم ، { أفلا تعقلون } .