{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة } اللقاء الحرب والفئة الجماعة ولا واحد لها من لفظها ويجمع على فئات ، وقد تجمع بالواو والنون جبرا لما نقص منها أي إذا حاربتم جماعة من المشركين { فاثبتوا } لهم ولا تجبنوا عنهم ، وهذا لا ينافي الرخصة المتقدمة في قوله : { إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة } فإن الأمر بالثبات هو في حال السعة ، والرخصة هي في حال الضرورة ، وقد لا يحصل الثبات إلا بالتحرف أو التحيز .
{ واذكروا الله كثيرا } عند جزع قلوبكم فإن ذكره يعين على الثبات في الشدائد ، وقيل المعنى اثبتوا بقلوبكم واذكروا بألسنتكم فإن القلب قد يسكن عند اللقاء ويضطرب اللسان ، فأمرهم بالذكر حتى يجتمع ثبات القلب واللسان .
قيل وينبغي أن يكون الذكر في هذه الحالة بما قاله أصحاب طالوت { ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين } .
وفي الآية دليل على مشروعية الذكر في جميع الأحوال حتى في هذه الحالة التي ترجف فيها القلوب ، وتزيغ عندها البصائر .
قال قتادة : افترض الله ذكره عند أشغل ما يكونون عند الضراب بالسيوف وأخرج الحاكم وصححه عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اثنتان لا يردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا{[845]} ، وأخرج الحاكم وصححه عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الصوت عند القتال{[846]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.