وقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا ) قيل : الفئة اسم جماعة ينحاز إليها ، وهو من الفيء والرجوع ، يفيئون إليها ، ويرجعون . ذكر ههنا الفئة ، وذكر في الآية التي تقدمت : ( إذا لقيتم الذين كفروا زحفا ) مكان الفئة ، ونهى أولئك عن تولية الأدبار بقوله ( فلا تولوهم الأدبار )[ الأنفال : 15 ] وقال ههنا : ( فاثبتوا ) ليعلم أن في النهي عن تولية الأدبار أمرا[ في الأصل وم : أمر ] بالثبات/202-أ/ وفي[ الواو ساقطة من م ] الأمر بالثبات نهيا[ في الأصل وم : نهي ] عن تولية الأدبار [ بقوله ( فلا تولوهم الأدبار )[ الأنفال : 15 ] وقال ههنا ( فاثبتوا )[ من م ، ساقطة من الأصل ] فيكون في النهي عن الشيء أمر بضده ، و الأمر بالشيء نهي عن ضده ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( واذكروا الله كثيرا ) قال أبو بكر الكيساني : قوله : ( واذكروا الله كثيرا ) أي اذكروا الله في ما تعبدكم من طاعته ، ووعدكم من نصره ، ولا تنظروا إلى الكثرة فتظفروا .
ويحتمل قوله : ( واذكروا الله ) في ما لكم من أنفسكم وأموالكم له ، إن شاء أخذها منكم بوجه تتقربون به إلى الله ، فاذكروا الله على ذلك ، وهو ما ذكر [ في ][ ساقطة من الأصل وم ] قوله : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم )الآية[ التوبة : 111 ] .
ويحتمل : ( واذكروا الله كثيرا ) في النعم التي أنعمها عليكم . أو يقول : اذكروا المقام بين يدي رب العالمين ، وذلك يمنعكم[ أدرج قبلها في الأصل وم : بالذي ] من المعاصي والخلاف لأمره وبغض ما يرغبكم عن طاعته ، فيكون على هذا التأويل الأمر بذكر الأحوال .
ويحتمل ذكر الله باللسان ، وذلك بعض ما يستعان به من أمر الحرب ( لعلكم تفلحون ) لكي تفلحوا بالنصر والظفر ، ( تفلحون ) أي تظفرون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.