غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (45)

41

ثم علم المؤمنين آداب اللقاء في الحروب فقال { إذا لقيتم فئة فاثبتوا } لقتالهم ولا تفروا واللقاء اسم غلب في القتال فلهذا ترك وصف الفئة بالمحاربين ونحو ذلك ، والأمر بالثبات في القتال لا ينافي الرخصة في التحرف والتحيز فلعل الثبات في الحرب لا يحصل إلا بهما . { واذكروا الله كثيراً } في مواطن الحرب { لعلكم تفلحون } تظفرون بمرادكم من النصر والمثوبة . وفيه إشعار بأن العبد لا يجوز له أن يفتر عن ذكر ربه في أي شغل وعمل كان ، ولو أن رجلا أقبل من المغرب إلى المشرق منفقاً أمواله لله ، والآخر من المشرق إلى المغرب ضارباً بسيفه في سبيل الله كان الذاكر لله أعظم أجراً . وقيل : المراد من هذا الذكر أن يدعو على العدو : اللهم اخذلهم اللهم اقطع دابرهم ونحو ذلك والأولى حمله على العموم .

/خ49