جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ حَقّٗا فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (111)

{ إن{[2083]} الله اشترى من المؤمنين أنفسهم } ، التي هو خلقها { وأموالهم } التي هو رزقها ، { بأن لهم الجنة } تمثيل لإثابة الله من بذل نفسه وماله في سبيل الله الجنة ، { يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون } استئناف ببيان ما لأجله الشرى ، { وعدا عليه حقا } مصدران مؤكدان{[2084]} فإن الاشتراء بالجنة يستلزم الوعد بها ، { في التوراة والإنجيل والقرآن } ، أي : هذا الوعد الذي وعده للمجتهدين ثابت فيهما كما هو ثابت في القرآن ، قال بعضهم : الأمر بالجهاد في جميع الشرائع ، وقال بعض : كتب فيهما أنه اشترى من أمة محمد أنفسهم وأموالهم بالجنة كما بين في القرآن ، { ومن أوفى بعهده من الله } ، يعني لا أحد أو في بما وعد " ومن أصدق من الله قيلا " ( النساء : 122 ) ، { فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به } غاية الفرح فإنه موجب للفرح الأبدي ، { وذلك هو الفوز العظيم } نزلت حين قال عبد الله بن رواحة وأصحابه ليلة العقبة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - : اشترط لربك ولنفسك ما شئت ، فقال : " لربي أن تصدقوه ولا تشركوا به شيئا ولنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم " ، قالوا : فما لنا ؟ قال : " الجنة " ، قالوا : ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل{[2085]} .


[2083]:ولما ذكر أنهم مطروحون في جهنم أسفل السافلين بين أن مقابليهم في الجنة أعلى عليين، فقال: "إن الله اشترى" الآية/ وجيز.
[2084]:(وعدا) مصدر مؤكد لنفسه و(حقا) مصدر مؤكد لغيره/منه.
[2085]:صحيح.