جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ} (108)

{ لا تقم فيه } في ذاك المسجد ، { أبدا } للصلاة ، { لمسجد أسس } بني أصله ، { على التقوى } على طاعة الله ورسوله ، { من أول يوم } من أيام وجوده ، { أحق أن تقوم فيه } للصلاة جماعة من السلف على أنه مسجد قباء منهم ابن عباس رضي الله عنهما وبعض منهم على أنه المسجد الذي في جوف المدينة وعليه حديث صحيح وقال بعضهم{[2079]} لا منافاة ؛ لأنه إذا كان مسجد قباء قد أسس على التقوى فمسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم بطريق الأولى والأخرى ولي في هذا التوفيق خدشة{[2080]} والله تعالى أعلم ، { فيه رجال يحبون أن يتطهروا } من الأحداث والنجاسات هم أهل قباء كان من عادتهم أنهم يستعملون الماء في الاستنجاء عقيب الحجر قيل : ولا ينامون على الجنابة وقيل : يتطهرون بالتوبة عن الشرك والمعاصي ، { والله يحب المطهرين } يرضى عمن طهر ظاهره وباطنه .


[2079]:في (ن): وبعض العلماء
[2080]:لأن في كلامه مشعر بأنه سلم أن المراد من قوله: "لمسجد أسس" هو مسجد قباء لكن مسجد المدينة أولى بالقيام فيه وهذا مسلم لكن لا ينفعه في التوفيق كما ترى، لأن الخلاف في أن المراد من قوله: "المسجد أسس" أي مسجد هو و الحديث الصحيح على أنه المسجد الذي هو في جوف المدينة قال صاحب الكشاف: أقول ومع بيان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لا يعبأ بقول غيره أما ما رواه أبو داوود والترمذي أن فيه رجال إالخ...نزلت في أهل قباء [صحيح، انظر صحيح الترمذي (2476)، فهو لا يعارض نص رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما رواه ابن ماجة عن أبي أيوب وجابر وأنس أن، هذه الآية فيه رجال إلخ...لما نزلت قال عليه الصلاة والسلام واقفا على باب مسجد القباء(إن الله قد أثنى عليكم يا معشر الأنصار في الطهور فما طهوركم)، فلا يدل على اختصاص أهل قباء ولا ينافي الحمل على أهل مسجده من الأنصار/منه.