جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمِنۡهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلنَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٞۚ قُلۡ أُذُنُ خَيۡرٖ لَّكُمۡ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَيُؤۡمِنُ لِلۡمُؤۡمِنِينَ وَرَحۡمَةٞ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡۚ وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ رَسُولَ ٱللَّهِ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (61)

{ ومنهم{[2010]} } ، أي : من المنافقين ، { الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن } ، الأذن : الرجل الذي يصدق كل ما يسمع كانوا يقولون في شأنه ما لا ينبغي فيقول تعضهم : لا تقولوا ربما يبلغه قولكم فقالوا لا بأس إنه أذن لو ننكر ما قلنا وحلفنا ليصدقنا ، { قل أذن خير لكم } ، كأنه قال : نعم أذن ، لكن هو أذن خير يسمع الخير ويقبله لا أذن شر فلا طعن ولا ذم بفطنته إلا شرف{[2011]} وشهامته وهو من أهل سلامة القلوب عليه أشرف الصلوات وأكمل التسليمات ثم فسر ذلك بقوله ، { يؤمن بالله } ، يصدق به{[2012]} { ويؤمن للمؤمنين } ، يسلم لهم أقوالهم لكونهم صادقين ، و{ رحمة } أي : هو رحمة ، وقراءة جرها لعطفها على " خير " ، { للذين آمنوا منكم } ، وحجة على الكافرين قيل المراد من الذين آمنوا : من أظهر الإيمان حيث لا يكشف سره ، ففيه إشارة إلى أن قبول قولكم رفق وترحم منه لا لجهله بلاهته ، { والذين يؤذون{[2013]} رسول الله لهم عذاب أليم } .


[2010]:ولما استطرد في أثناء أصناف المنافقين ذكر الصدقات و بين مصرفها رجع إلى ما هو في صدره فقال: "ومنهم الذين يؤذون النبي وقولون هو أذن" الآية/ وجيز.
[2011]:كذا بالأصل.
[2012]:في تفسير يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين إشارة جهة تعدية الأول بالباء والثاني باللام لأنه قصد من الأول التصديق الذي هو نقيض الكفر به نحو "ما أنت بمؤمن لنا" (يوسف: الآية17)، ومن الثاني أن يسلم لهم ما يقولون ويصدقه نحو "أنؤمن لك" (الشعراء:111)، "فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه" (يونس: 38) /منه.
[2013]:بأي نوع من الآية.