قوله : { ومنهم الذين يوذون النبيء ويقولون هو أذن } ، إلى قوله : { إن كانوا مومنين }[ 61 ، 62 ] .
روى الأعمش عن أبي بكر : " قل أذن خير لكم " ، بالتنوين والرفع فيهما ، وهي قراءة الحسن{[29118]} .
ومعنى ذلك : قل هو أذن خير لا أذن شر ، وذلك أنهم قالوا : هو يسمع من كل أحد ، ويسمع ما يقال له ويصدقه{[29119]} .
فقوله : { هو أذن }{[29120]} ، أي : أذن سامعة تسمع من كل أحد{[29121]} .
وأصله من " أذن " إذا تسمع{[29122]} .
ومنه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ما أُذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن " {[29123]} .
ويروى أن هذه الآية نزلت في نبتل{[29124]} بن الحارث ، ونفر معه من المنافقين ، كان نبتل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، يتحدث إليه فيستمع النبي صلى الله عليه وسلم منه ، فينقل حديثه إلى المنافقين ، ويقول : إنما محمد أذن ، من حدّثه سمع منه وصدّقه{[29125]} .
وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فيه : " من أحب أن ينظر إلى الشيطان فلينظر إلى نبتل ابن الحارث " .
وكان جسيما ، ثائر شعر الرأس ، أسفع{[29126]} الخدين ، أحمر العينين .
ومعنى قراءة من نون{[29127]} ، قل : أذن يسمع ما تقولون ويصدقكم في قولكم خير لكم من أن يكذبكم في قولكم ، فالتقدير : إن كان الأمر كما تقولون فهو خير لكم يقبل اعتذاركم{[29128]} .
وقوله : { يومن بالله }[ 61 ] .
أي : يصدق بالله ، ويصدق المؤمنين{[29129]} ، أي : لا يقبل إلا من المؤمنين . فأكذبهم{[29130]} الله فيما قالوا عنه : إنه يقبل من كل أحد ، فأخبرهم أنه إنما يصدق المؤمنين{[29131]} لا الكافرين والمنافقين{[29132]} .
والعرب تقول : " آمنت له ، وآمنته " بمعنى ، أي : صدقته ، كما قال : { ردف{[29133]} لكم } ، بمعنى : ردفكم وكما قال : { للذين{[29134]} هم لربهم يرهبون }{[29135]} ، أي : ربهم يرهبون{[29136]} .
و( اللام ) عند الكوفيين زائدة{[29137]} ، وعند المبرد متعلقة بمصدر دل عليه الفعل{[29138]} . يعني : { ردف لكم }{[29139]} و{ يرهبون }{[29140]} .
قال ابن عباس : { هو أذن } ، أي : يسمع من كل أحد{[29141]} .
قال قتادة : كانوا يقولون : محمد أذُن ، لا يُحدث بشيء إلا صدقه{[29142]} .
أي : وهو رحمة{[29143]} .
ومن قرأ : بالخفض{[29144]} ، فعل معنى : هو أذن خير وأذن رحمة لمن اتبعه{[29145]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.