المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡنٖ وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانٖ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ} (61)

تفسير الألفاظ :

{ وما تكون في شأن } أي وما تكون مشتغلا بأمر . { إذ تفيضون فيه } أي إذ تخوضون فيه . { وما يعزب } أي وما يغيب . يقال عزب عنه الصواب يعزب عزوبا . { مثقال ذرة } أي وزن قطعة الهباء . المثقال ما يوزن به وهو مشتق من الثقل ، ومثقال الشيء زنته ، والذرة النملة الصغيرة ، والقطعة من الهباء الذي يرى متطايرا في الحجر في ضوء الشمس .

تفسير المعاني :

وما تكون مهتما بأمره ، وما تتلو شيئا من القرآن ، وما تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تخوضون فيه ، وما يغيب عن ربك من وزن ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين . والمراد بالكتاب هنا اللوح المحفوظ . ونقول : قي هذه الآية تصريح بأن الله تعالى أحاط بكل شيء علما ، وأنه لا تحدث حادث مهما كانت الأحوال إلا كان هو الآذن فيه ، وهذه من أخص صفات الربوبية .