المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَقَالَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَمَّا قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِيۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُمۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَآ أَنتُم بِمُصۡرِخِيَّ إِنِّي كَفَرۡتُ بِمَآ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُۗ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (22)

تفسير الألفاظ :

{ لما قضي الأمر } أي لما أحكم وفرغ منه . { وعد الحق } وعدا من حقه أن ينجز . { فأخلفتكم } أي لم أنجز وعدي لكم . يقال أخلف وعده أي لم يبر به . { سلطان } أي تسلط . { بمصرخكم } أي بمغيثكم ، من أصرخه أي استغاث به فأغاثه . { بمصرخي } أي بمغيثي . { إني كفرت بما أشركتموني من قبل } أي إني كفرت بإشراككم إياي في الدنيا ، أو إني كفرت بالذي أشركتمونيه أي بالله تعالى من قبل إشراككم أنتم به فأنا هالك مثلكم .

تفسير المعاني :

وقال الشيطان لما فرغ من أمر هؤلاء الكافرين : إن الله وعدكم وعدا لا مناص من إنجازه ووعدتكم أنا فأخلفتكم ، وما كان لي عليكم من تسلط غير إني دعوتكم فاستجبتم لي وأطعتموني ، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ، ما أنا بمغيثكم اليوم من عذاب الله ولا أنتم بمغيثي منه ، فإني كفرت قبل أن أهبط إلى الأرض بالله الذي أشركتموني معه ، إن الظالمين لهم عذاب أليم .