تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَقَالَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لَمَّا قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِيۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُمۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَآ أَنتُم بِمُصۡرِخِيَّ إِنِّي كَفَرۡتُ بِمَآ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُۗ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (22)

{ وقال الشيطان } ، يعني إبليس ، { لما قضي الأمر } ، يعني حين قضي العذاب ، وذلك أن إبليس لما دخل هو ومن معه على أثره النار ، قام خطيبا في النار ، فقال : يا أهل النار : { إن الله وعدكم } على ألسنة الرسل ، { وعد الحق } ، يعني وعد الصدق أن هذا اليوم كائن ، { ووعدتكم } أنه ليس بكائن ، { فأخلفتكم } الوعد ، { وما كان لي عليكم من سلطان } ، يعني من ملك في الشرك ، فأكرهكم على متابعتي ، يعني على ديني إلا في الدعاء .

فذلك قوله عز وجل : { إلا أن دعوتكم } ، يعني إلا أن زينت لكم ، { فاستجبتم لي } بالطاعة وتركتم طاعة ربكم ، { فلا تلوموني } باتباعكم إياي ، { ولوموا أنفسكم } بترككم أمر ربكم ، { ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي } ، يقول : ما أنا بمغيثكم وما أنتم بمغيثي ، { إني كفرت } ، يقول : تبرأت اليوم { بما أشركتمون } مع الله في الطاعة ، { من قبل } في الدنيا ، { إن الظالمين } ، يعني إن المشركين ، { لهم عذاب أليم } [ آية :22 ] ، يعني وجيع .