قوله تعالى { وقال الشيطان } يعني إبليس { لما قضي الأمر } يعني لما فرغ منه وأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار . يأخذ أهل النار في لوم إبليس وتقريعه ، وتوبيخه ، فيقوم فيها خطيباً قال مقاتل : يوضع له منبر في النار فيجتمع عليه أهل النار يلومونه فيقول لهم : ما أخبر الله عنه بقوله { إن الله وعدكم وعد الحق } فيه إضمار تقديره فصدق في وعده { ووعدتكم فأخلفتكم } يعني الوعد . وقيل يقول : لهم إني قلت لكم لا بعث ولا جنة ولا نار { وما كان لي عليكم من سلطان } يعني من ولاية وقهر ، وقيل : لم آتيكم بحجة فيما وعدتكم به { إلا أن دعوتكم } هذا استثناء منقطع معناه لكن دعوتكم { فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم } يعني ما كان مني إلا الدعاء وإلقاء الوسوسة ، وقد سمعتم دلائل الله وجاءتكم الرسل فكان من الواجب عليكم أن لا تلتفوا إليّ ولا تسمعوا قولي فلما رجحتم قولي على الدلائل الظاهرة كان اللوم بكم أولى بإجابتي ، ومتابعتي من غير حجة ولا دليل { ما أنا بمصرخكم } يعني بمغيثكم ولا منقذكم { وما أنتم بمصرخي } يعني بمغيثيّ ولا منقذيّ مما أنا فيه { إني كفرت بما أشركتمون من قبل } يعني كفرت بجعلكم إياي شريكاً كله في عبادته وتبرأت من ذلك والمعنى أن إبليس جحد ما يعتقده الكفار فيه ، من كونه شريكاً لله وتبرأ من ذلك { إن الظالمين لهم عذاب أليم } روى البغوي بسنده عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة ، وذكر الحديث إلى قوله « فيأتوني فيأذن الله في أن أقوم فيثور من مجلسي أطيب ريح شمها أحد حتى آتى ربي فيشفعني ، ويجعل لي نوراً من رأسي إلى ظهر قدمي . ثم يقول الكفار : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فمن يشفع لنا فيقولون ما هو غير إبليس هو الذي أضلنا فيأتونه ، فيقولون : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت فاشفع لنا فإنك أنت أضللتنا فيقوم فيثور من مجلسه أنتن ريح شمها أحد ثم تعظم جهنم ، ويقول عند ذلك : إن الله وعدكم وعد الحق الآية » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.