ثم قال تعالى : ( ذكره ) {[37057]} : { وقال الشيطان لما قضي الأمر }[ 22 ] . أي : قال إبليس لما دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، واستقر بكل {[37058]} فريق قراره {[37059]} .
{ إن الله وعدكم }[ 22 ] : أيها الأتباع النار ، { ووعدتكم } : النصرة {[37060]} .
وقيل ، معنى : { وعدكم {[37061]} وعد الحق }[ 22 ] : أي : وعد من أطاع( ه ) {[37062]} الجنة ، ومن عصاه النار . ووعدتكم أنا خلاف ذلك { فأخلفتكم } وعدي ، ووفى لكم الله بوعده {[37063]} .
{ وما كان لي عليكم من سلطان } {[37064]}[ 22 ] : أي : ما كان لي عليكم فيما وعدتكم به من النصرة حجة ، تنبت لي عليكم بالصدق {[37065]} قول( ي ) {[37066]} {[37067]} .
{ إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي }[ 22 ] : أي : دعوتكم إلى طاعتي ، ومعصية الله ، فأجبتموني . { فلا تلوموني } ( على إجابتكم إياي { ولوموا أنفسكم }عليها {[37068]} . { ما أنا بمصرخكم } أي : بمغيثكم {[37069]} ، { وما أنتم بمصرخي }[ 22 ] :
أي : بمغيثي {[37070]} يقال : أصرخت الرجل إصراخا : أغثته {[37071]} .
{ إني كفرت بما أشركتموني {[37072]} من قبل } : أي : إني جحدت {[37073]} أن أكون شريكا لله ، ( سبحانه ) فيما أشركتموني {[37074]} فيه من عباد( ت )كم {[37075]} ( من قبل ) : في الدنيا {[37076]} .
وقال قتادة : معناه {[37077]} : إني عصيب الله فيكم {[37078]} .
وقيل : معنى ( من قبل ) : أي : بطاعتكم إياي في الدنيا {[37079]} ، وفيه بعد .
{ إن الظالمين لهم عذاب أليم }[ 22 ] : أي ، إن الكافرين لهم اليوم عذاب موجع {[37080]} .
قال محمد بن كعب القرظي {[37081]} : فلما سمعوا مقالة إبليس هذه في خطبة يقوم بها عليهم ، مقتوا أنفسهم ، فنودوا : { لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون } {[37082]} .
روي {[37083]} أن إبليس اللعين يقوم فيقول : أين أوليائي فيجتمعون {[37084]} إليه فيقول : { إن الله وعدكم وعد الله ووعدتكم فأخلفتكم } {[37085]} .
قال الحسن : إذا كان يوم القيامة يقوم إبليس خطيبا على منبر من نار فيقول : { إن الله وعدكم / وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم } {[37086]}[ 22 ] .
وقال قتادة : رحمة الله عليه {[37087]} في قوله {[37088]} : { إني كفرت بما أشركتمون من قبل }[ 22 ] : معناه {[37089]} : إني ( عصيت الله قبلكم {[37090]} .
وقال سفيان الثوري ( نظر الله إلى وجهه ) {[37091]} : { إني كفرت بما ( أشركتمون ) {[37092]} من قبل }[ 22 ] يقول : كفرت بطاعتكم إياي في الدنيا {[37093]} .
وقال ابن عباس : { ما {[37094]} أنا بمصرخكم }[ 22 ] : أي بنافعكم ، وما أنتم بنافعي {[37095]} .
وقال الربيع بن أنس {[37096]} ( رحمة الله عليه ) {[37097]} : ( ما ) {[37098]} أنا بمنجيكم وما أنتم بمنجي {[37099]} .
وقال محمد بن كعب : إنما قال ذلك ، حين قال أهل الجنة : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا }[ 21 ] .
وروي ( عن ) {[37100]} : عقبة بن عامر الجهني ( رضي الله عنه ) {[37101]} ، قال : سمعت رسول الله {[37102]} يقول : " إذا جمع الله الأولين والآخرين ، وفرغ من ( القضاء ) {[37103]} : بين الناس ، قال المؤمنون : قد قضى بيننا ربنا . فمن يشفع لنا عند {[37104]} ربنا ، فيقول : انطلقوا بنا إلى خلقه الله ، وكلمه آدم . فيأتونه ، فيقولون : اشفع لنا إلى ربنا ، فيقول : عليكم بنوح . فيأتون نوحا ، فيدلهم على إبراهيم ، فيدلهم على موسى . فيأتون موسى ، فيدلهم على عيسى . فيأتون عيسى ، فيقول لهم : هل أدلكم على النبي الأمي . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وعليهم أجمعين ) {[37105]} : فيأتوني فيسألوني أن أشفع لهم إلى ربهم ، فيأذن الله لي بالقيام ، فيثور لمجلسي أطيب ريح {[37106]} ، شمها أحد ، حتى آتي ربي فأشفع فيشفعني ، ( جل وعز ) {[37107]} : فيقول {[37108]} الكفار عند ذلك : قد {[37109]} وجد المؤمنون من يشفع لهم ، فمن يشفع لنا ؟ فيقولون : ما هو إلا إبليس ، هو الذي أضلنا . فيأتون إبليس فيقولون له : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم إلى ربهم فاشفع لنا إلى ربنا فإنك ( أنت ) {[37110]} : أضللتنا فيقوم ، فيثور من مجلسه أنتن {[37111]} ريح شمها أحد قط : فيعظم لجهنم فيقول : إبليس عند ذلك : { إن الله وعدكم وعد الحق } – إلى قوله – { أليم }[ 22 ] ، وإنما ذكر الله هذا من أمر إبليس تحذير من أعدائه {[37112]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.