المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ} (214)

تفسير الألفاظ :

{ أم حسبتم } أم منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار . { ولما } لما مثل لم للنفي إلا أن منفيها مستمر النفي إلى وقت التكلم . { ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم } أي ولم تصبكم حالتهم التي هي مثل في الشدة . { البأساء } شدة الفقر . { والضراء } المرض . ( وزلزلوا ) وأزعجوا إزعاجا شديدا .

تفسير المعاني :

قوله تعالى : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة } الآية ، نزلت في يوم الأحزاب وهو اليوم الذي تجمع فيه المشركون وتحالفوا على إبادة المسلمين فأصاب رسول الله وصحبه غم شديد ، فأنزل الله هذه الآية يقول له فيها إنه على قدم أولى العزم من الرسل ، وهم قد نالهم من الشدة ما جعلهم يقولون متى نصر الله ، استبطاء له ، فأنزل عليهم نصره ومكن لهم في الأرض . فاصبروا تنالوا مثل عاقبتهم .