تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ} (214)

المثل : الحال الذي له شأن .

البأساء : الشدّة على الإنسان في ماله وفي نفسه ووطنه .

والضراء : ما يصيب الانسان في نفسه كالقتل والجرح والمرض .

الزلزال : الاضطراب في الأمر .

بعد أن أمر الله تعالى بالوفاق والسلام ، وأرشد إلى حاجة البشر إلى معونة بعضهم بعضاً لكثرة المطالب وتعدد الرغبات ، دعت الضرورة إلى شرع يحدد الحقوق ويهدي العقول إلى ما لا مجال للنزاع فيه .

وقد روى الطبري عن السدّي أن هذه الآية نزلت في غزوة الخندق . ومعنى الآية : أم حسبتم أيها المؤمنون ، أن تدخلوا الجنة بمجرد إقراركم بكلمة الإسلام دون أن يصيبكم ما أصاب الذين من قبلكم من أتباع الرسل والأنبياء من الشدائد والمحن ، وأن تُبتلوا بمثل ما ابتلوا به من البأساء وهي شدة الحاجة والفاقة ، ومن الضراء وهي العلل والأمراض ، ولم تُزلزَلوا ، أي لم يصِبكم من أعدائكم كثير من الخوف والرعب ! كلا ، إنكم مثلهم .

وقد أخذتهم الشدة حتى بلغ الأمر أن قالوا متى نصرُ الله ؟ ثم أخبرهم الله أن نصره قريب ، وأنه جاعلهم فوق عدوّهم .