تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ} (214)

ثم بين للمؤمنين أن لا بد لهم من البلاء والمشقة في ذات الله ، فقال سبحانه : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة } ، نظيرها في آل عمران قوله سبحانه : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله } ( آل عمران : 142 ) وفي العنكبوت : { الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون } ( العنكبوت : 1-2 ) ، وذلك أن المنافقين قالوا للمؤمنين في قتال أحد : لم تقتلون أنفسكم وتهلكون أموالكم ، فإنه لو كان محمد بيننا لم يسلط عليكم القتل ، فرد المؤمنون عليهم فقالوا : قال الله : من قتل منا دخل الجنة ، فقال المنافقون : لم تمنون أنفسكم بالباطل ؟ فأنزل الله عز يوم أحد : { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة } ، نزلت في عثمان بن عفان وأصحابه ، رحمهم الله .

يقول الله عز وجل : { ولما يأتكم مثل } ، يعني سنة ، { الذين خلوا من قبلكم } من البلاء ، يعني مؤمني الأمم الخالية ، ثم أخبر عنهم ليعظ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال سبحانه : { مستهم } ، يعني أصابتهم { البأساء } ، يعني الشدة ، وهي البلاء ، { والضراء } ، يعني البلاء ، { وزلزلوا } ، يعني وخوفوا { حتى يقول الرسول } وهو اليسع { والذين آمنوا معه } ، وهو حزقيا الملك حين حضر القتال ومن معه من المؤمنين ، { متى نصر الله } ، فقال الله عز وجل : { ألا إن نصر الله قريب } ، يعني سريع ، وإن ميشا بن حزقيا قتل اليسع ، واسمه اشعيا .